التيار الصدري في الميزان .....

لغرض التعرف على السلوك السياسي للجماعات والاحزاب والحركات العراقية وفهم طبيعة تحركاتها لابد من تسليط الاضواء عليها و متابعة مواقفها من القضايا العراقية المختلفة ومدى تأثيرها على الشارع العراقي سلبا وأيجابا ... ولابد ايضا من امعان النظر في طبيعة أرتباطاتها وعلاقاتها الخارجية ومصادر تمويلها والنقاط الاساسية التي تستمد منها أبعاد مشاريعها السياسية والايدلوجيات التي تتبناها .. كل ذلك من اجل ان يقف الشارع العراقي على حقيقة العناوين السياسية المطروحة فيدعم من يدعم ويرفض من يرفض وفق اسس معرفية تستند على حقائق تأريخية شهدتها ساحة العراق النازفة لسنوات طوال .....
وسأوجه عدسة المجهر الى أحد هذه الجماعات التي كان لها دور كبير في الحياة السياسية العراقية زمن الاحتلال والمحنة و هي ما يعرف بالتيار الصدري ... وقبل كل شيئ يجب أن يعرف الشارع العراقي حقيقة مصطلح التيار الصدري وهل هو حزب سياسي ام منظمة تهتم بالشؤون الدينية والانسانية ..؟؟ أم هي المليشيا التي ترهب العزل من المدنيين وتقتل أفراد الجيش والشرطة العراقية بدعوى الجهاد والمقاومة .؟؟... من هو التيار الصدري .. ؟هل هم اولئك الاشخاص الذين تعاطفوا مع الشهيد محمد صادق الصدر في زمن النظام السابق .؟؟ أم الذين التفوا حول مقتدى بعد حادثة أغتيال عبد المجيد الخوئي وما تبعها من أحداث شهدتها مدينة النجف المقدسة ..؟؟ في الحقيقة أنه عبارة عن مصطلح وهمي أستخدم للتغرير بأصحاب العواطف المنفلتة وأستغلالها لتفيذ مشاريع وسياسات تخدم مصالح أجنبية لغرص الحصول على مكاسب مادية جراء الاوضاع المنفلتة التي يشهدها العراق في ظل الاحتلال وتدخل دول الجوار ... مصطلح استخدم لأصطياد المغفلين و خداعهم وتنظيمهم في جماعات أمتهنت القتل و أحترفت الجريمة ، شكلت النواة الاولى للفتنة الطائفية المقيتة...لقد حاول قادة هذه الجماعات أظهار مواقف وطنية حيال بعض القضايا في محاولة لتصدر المشهد السياسي العراقي والظهور بمظهر الممثل والراعي لحقوق العراقيين ولكن الواقع يثبت كذب وخداع وتدليس هذه القيادات , فلم تكن المواقف نابعة عن فهم الواقع وقراءته وتحليله وأدراك المصلحة الوطنية تبعا لذلك ... أنما كانت تلك المواقف تناغما مع السياسات الاقليمية التي أرتبطت بها قيادات هذه المجموعات مما تسبب في تشتيت الاجماع الوطني حول العديد من القضايا المصيرية .. لقد أدركت بعض الدول الاقليمية أهمية الاحتفاظ بوشائج طيبة مع قياداته أيمانا منها بأمكانية الاستفادة منه في دعم مشاريعها في العراق فكان تدفق الاموال والاسلحة وكان الدعم الاعلامي الهائل لنشاط تلك الجماعات هي الصور الواضحة لتلك العلاقات . ومن ابرز تلك الدول ايران التي أحتضنت العديد من الشخصيات المهمة والبارزة مثل مقتدى وأبو درع سيئ الصيت والسمعة .. لقد بان وأتضح كذب وزيف وبطلان دعاوى هؤلاء للحد من تدخل دول الجوار في الشأن العراقي وأثبتوا بشكل قاطع وقوعهم تحت سيطرة دوائر المخابرات الاجنبية والاقليمية بسلوكهم نحو أقامة علائق طيبة مع حارث الضاري ظهير القاعدة وابنها البار ولقاءاتهم السريةالمتكررة معه والتي كشف الاعلام بعضا منها. أنه التخبط والانحدار المفضي الى الانهيار والتلاشي . وبعد معرفة هذه الامور وغيرها نسأل وننتظر الاجابة .. هل يمكن للعراقيين الوثوق بهذه الجماعات ..؟؟