هذه القصة تعلمنا كيف نتحلى بالحلم و ضبط النفس عند الغضب و السيد الأصفهاني كان مثالاً للحلم و هذه القصة تُذكرني بقصة مشابهة للإمام الحسن (ع) الذي يُعتبر الحلم من أبرز صفاته وهي :
(( انه اجتاز على الامام شخص من أهل الشام ممن غذاهم معاوية بالكراهية والحقد على آل البيت فجعل يكيل للامام السب والشتم، والامام ساكت لم يرد عليه شيئاً من مقالته، وبعد فراغه التفت الامام فخاطبه بناعم القول وقابله ببسمات فياضة بالبشر قائلاً:
«أيها الشيخ: أظنك غريباً؟ لو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك، وان كنت جائعاً أطعمناك وان كنت محتاجاً أغنيناك، وان كنت طريداً آويناك» ومازال (ع) يلاطف الشامي بهذا ومثله ليقلع روح العداء والشر من نفسه حتى ذهل ولم يطق رد الكلام، وبقي حائراً خجلاً كيف يعتذر للامام وكيف يمحو الذنب عنه؟ وطفق يقول: (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
فالعاقل هو الذي يملك الحلم، يقول الإمام علي عليه السلام: «بوفور العقل يتوفر الحلم» ويقول: «عليك بالحلم فإنه ثمرة العلم» ويقول الرسول الأكرم (ص) : «والذي نفسي بيده ما جمع شيء الى شيء أفضل من حلم الى علم» ، فالعالم هو الذي ينبغي ان يتحلى بالحلم، لأنه يتفهم سلبيات الجاهلين ودوافع اخطائهم.
نعم فمثل هؤلاء _ من يتمسك بآل البيت في أقواله و أفعاله _ يُعجل الظهور ... نسأل الله أن يجعلنا ممّن يتمسك به و برسول و عترته و يجعلنا خدام بين يدي الإمام المهدي (عج) ..
تسلم أخي الكريم على طرح هذه القصة المفيدة ....